
تعتبر رحلات البالون الطائر في الأقصر أحد أبرز التجارب السياحية التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. بدأت هذه الفكرة الممتعة في عام 1989، عندما قرر مجموعة من المتسابقين الأجانب استكشاف المدينة الشهيرة بالآثار الفرعونية. وقد أثبتت المنطقة، وبالتحديد منطقة الجرنة غرب الأقصر، أنها مثالية لممارسة هذه النشاطات الجوية، مع اقتران ذلك بجمال المناظر الطبيعية.
وفي مقابلة مع أحمد عبود، رئيس اتحاد شركات البالون الطائر، أشار إلى أن فكرة هذه الرحلات ولدت عندما أبدى السياح اهتمامهم بالمشاهدة من السماء. ومع رؤية البالونات تحلق فوق المواقع الأثرية، زادت الطلبات بشكل ملحوظ، مما دفعهم لتوسيع نطاق أنشطة البالون الطائر. تم تقديم هذا المقترح للسلطات المحلية، حيث استجابت إدارة الطيران المدني المصري بكفاءة، لتكون الأمور على السكة الصحيحة.
تراخيص الطيران المدني
بعد الحصول على الموافقات، بدأت عمليات استخراج التراخيص اللازمة، حيث أُصدِرَت أول رخصة تشغيلية في عام 1990. وبالتالي، تم تدشين الأنشطة التجارية الخاصة بالبالون الطائر في الأقصر بشكل رسمي، مما فتح أبواباً جديدة للربحية وجذب المزيد من الزوار.
ومع مرور الوقت، أصبحت رحلات البالون الطائر جزءاً لا يتجزأ من التجربة السياحية في الأقصر، حيث يُعتبر الإطلال على المعابد الفرعونية والمقابر الأثرية من السماء تجربة فريدة لا تُنسى. ويتزامن هذا مع اهتمام متزايد من قبل الحكومة لدفع السياحة من خلال تطوير بنيتها التحتية، مما يجعلها وجهة مفضلة لمحبي المغامرة والطبيعة.
تجارب سياحية حديثة
في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الرحلات تتضمن عناصر جديدة من التشويق، كالرحلات الليلية التي تُضيء السماء، مما يعزز من قيمة التجربة السياحية. كما تتبنى الشركات المشغلة تقنيات حديثة لضمان سلامة الرحلات، مثل استخدام الأجهزة المتطورة لتحديد ظروف الطقس والتأكد من أداء البالونات بشكل مثالي.
وفي سياق متصل، شهدت الأقصر تنوعاً في الأنشطة السياحية، حيث تُقدم برامج متنوعة تجمع بين الثقافة والترفيه، مثل جولات المغامرة والتاريخية، مما يعزز جاذبية المدينة كوجهة سياحية شاملة. تساهم هذه المساهمات في تحقيق رؤية التنمية المستدامة للسياحة في مصر، التي تُعد جزءاً أساسياً من الاقتصاد الوطني.