فضل الصلاة في الجماعة وأهميتها في الإسلام
الصلاة في جماعة تعتبر من الأمور الأساسية التي حثَّ عليها الإسلام، وقد ثبت فضلها من خلال العديد من الآيات والأحاديث النبوية. فالصلاة في المسجد، إذ تعدّ من أفضل الأعمال، تجلب الرحمة والمغفرة، وتعين المؤمن على التقرب إلى الله. ولكن، ماذا عن أولئك الذين يحضرون إلى الصلاة ويسعون لدرك الجماعة في آخر ركعة أو في التشهد الأخير؟ هل يحصلون على نفس الثواب؟
حكم من أدرك الصلاة في التشهد الأخير
تشير لجنة الفتوى في مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف إلى أن هناك خلافاً بين الفقهاء حول مسألة “ما إذا كان من أدرك الصلاة في التشهد الأخير يحصل على ثواب الجماعة”. يتوزع هذا الرأي بين قولين رئيسيين:
-
الرأي الأول: أن من أدرك الإمام في التشهد الأخير يحوز ثواب الجماعة، وهو رأي أبو حنيفة، والمشهور من مذهب الشافعي، وكذلك نص عليه الحنابلة. وقد استندوا إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتيتم الصلاة؛ فعليكم بالسكينة؛ فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا» (رواه البخاري).
-
الرأي الثاني: يرى الإمام مالك أنه لا يتم احتساب الجماعة إلا عند إدراك ركعة كاملة، مستنداً في ذلك إلى حديث أبي هريرة الذي يقول: «من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة» (رواه البخاري ومسلم).
تخلص الفتوى إلى أن الرأي المعتمد عند الجمهور هو أن من أدرك الإمام قبل تسليمه، يُحتسب له ثواب الجماعة، ولكنه يفوته أجر التبكير بحضور تكبيرة الإحرام.
أهمية صلاة الجماعة
تلعب صلاة الجماعة دورًا مهمًا في تعزيز الروابط الاجتماعية بين المسلمين، حيث تجتمع القلوب في مكان واحد لأداء العبادة. ويبرز هذا الفضل في عدة أحاديث نبوية تشير إلى أهمية المحافظة على الجماعة، ومنها قول ابن مسعود رضي الله عنه: «مَن سَرَّه أن يلقى الله غدًا مُسلمًا، فلْيُحافظ على هذه الصلوات حيث يُنادَى بهن».
كما يتجلى فضلها في الأجر العظيم الذي يُكتب لكل خطوة نحو المسجد، حيث يُكتب للمصلي حسنة، ويرتقي بها درجة، وتُحط عنه سيئة. وهذا يعكس الروح الجماعية التي تميز المسلمين وتعزز تواصلهم.
الفوائد الروحية والاجتماعية لصلاة الجماعة
تساهم صلاة الجماعة في تعزيز الروح الجماعية والانتماء المجتمعي بين المسلمين، مما يجعلها ليست فقط عبادة فردية بل تجمع روحي واجتماعي. وعند الحديث عن الفوائد، تجدر الإشارة إلى الحديث الشريف الذي يقول: «مَن صلَّى العشاء في جماعةٍ، فكأنَّما قام نصف الليل، ومن صلَّى الصُّبح في جماعةٍ، فكأنَّما صلَّى الليل كلَّه» (رواه أبو داود).
خلاصة
إن الصلاة في جماعة تعكس التعاليم الإسلامية الأكثر روعة، حيث تدمج بين العبادة الفردية والجهود الجماعية لبناء مجتمع متماسك. لذا، فإن فهم فضلها وأحكامها ضرورة لكل مسلم يسعى لنيل رضا الله وصلاح المجتمعات.