تحديات البحث عن عمل بعد التخرج تمثل عقبة حقيقية أمام الكثير من الشباب في السعودية. في ظل الحاجة الملحة لتحسين مهارات الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل، أطلقت الحكومة برنامج “تمهير”، الذي يعد من أبرز المبادرات الداعمة للخريجين الشباب. هذا البرنامج يوفر لهم فرصة التدريب العملي في بيئات عمل حقيقية، مما يعزز خبرتهم ويعدهم لتمكن حقيقي في سوق العمل.
برنامج تمهير: تعريف ورؤية مستقبلية
“تمهير” هو برنامج طموح ينطلق من صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، ويستهدف بشكل رئيسي الخريجين من الجامعات المحلية والدولية، سواء كانوا حاصلين على درجة البكالوريوس أو دبلوم. يشترط البرنامج أن يكون المتدربون غير موظفين سابقًا في القطاعين الحكومي أو الخاص، بهدف تقديمهم لتجربة عملية ميدانية تؤهلهم لمواجهة تحديات سوق العمل.
كيفية التسجيل في البرنامج
تبدأ خطوات التسجيل بإنشاء حساب جديد على البوابة الوطنية للعمل “طاقات”. بعد ذلك، يتعين على المتقدمين تعبئة سيرهم الذاتية بدقة وسرعة، ثم يستعرضون الفرص التدريبية المتاحة. يتم فحص الطلبات من قبل أصحاب العمل، ليتم اختيار المتدربين المناسبين. وفي حال القبول، يتم التواصل مع المتقدمين لتحديد موعد بدء التدريب.
مكافآت وايجابيات التقديم على تمهير
يتيح برنامج تمهير للمتدربين الحصول على مكافأة شهرية تصل إلى 2000 ريال سعودي، مما يوفر دعماً مالياً خلال فترة التدريب. علاوة على ذلك، يسجل المشاركون في التأمين ضد إصابات العمل من خلال المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، مما يضمن لهم الحماية خلال فترة التدريب. بالإضافة إلى أن المتدربين يحصلون على شهادة خبرة بعد انتهاء البرنامج، والتي تعزز من سيرتهم الذاتية وتفتح لهم آفاق العمل.
شروط القبول في تمهير
يتطلب البرنامج توافر بعض الشروط للمتقدمين، منها عدم تسجيلهم في التأمينات الاجتماعية خلال الأشهر الستة الماضية، وعدم استفادتهم مسبقًا من البرنامج. يجب أن يكون لديهم مؤهل تعليمي مناسب، بالإضافة إلى أن المتقدمين يجب أن يكونوا من الجنسية السعودية وألا تقل أعمارهم عن 20 عامًا.
التأثير الإيجابي لبرنامج تمهير على الخريجين
من خلال توفيره لتجربة عملية في بيئات العمل، يوفر برنامج تمهير للخريجين فرصة حقيقية لاكتساب المهارات اللازمة دون انتظار طويل. كما يتيح لهم بناء شبكة من العلاقات المهنية مع جهات العمل المختلفة، مما يزيد من فرصهم في الحصول على وظائف مستدامة ومناسبة لمؤهلاتهم.
تجارب واقعية وحالات ناجحة
بجانب الفوائد التي يقدمها البرنامج، كانت هناك تجارب ملهمة لأشخاص أنهوا برنامج تمهير، حيث وجد البعض منهم فرص عمل مميزة بعد انتهاء تدريبهم. على سبيل المثال، تمكن أحد الخريجين من الحصول على وظيفة في شركة تكنولوجيا بمجرد الانتهاء من البرنامج، بينما أسس آخر مشروعه الخاص بعد اكتسابه خبرات قيمة خلال فترة التدريب. هذه الأمثلة تعكس أهمية التدريب العملي في تعزيز فرص العمل الفعلية، وتؤكد نجاح برنامج تمهير في تحقيق أهدافه الأساسية.