تقرير جديد يكشف: إقامة دولة فلسطينية في ظل الظروف الحالية تواجه تحديات كبيرة رغم الضغوط الدولية!

تقرير جديد يكشف: إقامة دولة فلسطينية في ظل الظروف الحالية تواجه تحديات كبيرة رغم الضغوط الدولية!

تحديات إقامة الدولة الفلسطينية وسط أطماع الاحتلال

أفاد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن فكرة إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة تواجه عددًا من العقبات الجسيمة في الأفق الحالي، حيث يتعذر تحقيق هذه الرؤية وسط الرفض الواضح من قبل إسرائيل والولايات المتحدة لأي إجراءات فعّالة نحو هذا الهدف.

وفي مداخلة له مع برنامج “خط أحمر“، سلط غباشي الضوء على مؤتمر “حل الدولتين”، مشيرًا إلى أن توقيت انعقاده يعد من أكثر الأوقات حرجة بالنسبة للقضية الفلسطينية منذ النكبة. وتظهر المجازر المستمرة في قطاع غزة والانهيار الإقليمي والدولي في التحرك لوقفها وضعف الموقف الدولي تجاه حقوق الفلسطينيين.

غياب الفاعلين الرئيسيين

وأوضح غباشي أن المؤتمر يُعقد في ظل غياب تام من الجانب الإسرائيلي ومعارضة مؤكدة من الولايات المتحدة، مما يجعل النتائج المحتملة دون أي أفق للتنفيذ. وتساءل بواقعية: كيف يمكن للدول المشاركة أن توفر الأسس اللازمة لإقامة دولة فلسطينية، بينما فشلوا حتى في ضمان وصول المساعدات الأساسية للسكان في غزة؟

وأوضح أيضا أن عدم وضوح مفهوم “الدولة الفلسطينية” يعكس التباين داخل المجتمع الدولي، حيث ما زالت تحيط تساؤلات عديدة حول شكل الحدود، السيادة، والتسليح. هل نتحدث عن دولة على حدود 1967، أم وفقًا لقرار التقسيم 181، أو حتى على ما تبقى من الأراضي في الضفة الغربية وغزة؟ هذا الغموض يؤثر سلبًا على فرص التوصل إلى حل حقيقي.

تكتيكات الاحتلال الإسرائيلي

تشير أحدث البيانات إلى أن إسرائيل تسعى منذ سنوات إلى تفريغ الضفة الغربية من أي سجل للدولة من خلال الاستيطان المتواصل وتدمير غزة بشكل ممنهج، ما يُضعف أساس أي كيان سياسي فلسطيني مستقبلي. وقد أصبحت تصريحات بعض الجنرالات الإسرائيليين خلال الأسابيع الأخيرة بمثابة مؤشر على نوايا منهجية تهدف إلى تقويض أي بنية تحتية قد تساعد في بناء الدولة.

المؤتمر: إعادة تسليط الضوء أم مجرد حديث فارغ؟

مع أن المؤتمر الوطني قد يسهم في إعادة تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين، إلا أنه يفتقر إلى آليات للتنفيذ والإلزام. في التعبير عن ذلك، قال غباشي إن فكرة إنشاء دولة فلسطينية ضد إرادة إسرائيل وأمريكا تبدو غير ممكنة في ظل موازين القوى الحالية. لحل القضية الفلسطينية، يتطلب الأمر تغييرًا جذريًا في المشهد الدولي، وإلا ستظل الآمال في إقامة دولة ذات سيادة حلمًا بعيدا.

تاريخيًا، أشارت عدة دراسات وتحليلات إلى أن المشاريع المماثلة قد فشلت على مر السنوات بسبب عدم وجود إرادة سياسية حقيقية وغياب الضغوط الدولية الكافية لتغيير الواقع. مقارنةً بالصراعات الأخرى في العالم، مثل النزاع الكوريا أو النزاع الأيرلندي، توضح أن الحلول تتطلب توافقًا دوليًا وشراكة مخلصة من جميع الأطراف المعنية.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *