الإفتاء تصدر بيانًا مهمًا: حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة يكشف أسرارًا لم تكن تعرفها!

الإفتاء تصدر بيانًا مهمًا: حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة يكشف أسرارًا لم تكن تعرفها!

### دعاء ما بعد التشهد: بين السنة والخصائص الروحية

أثارت الفتوى الأخيرة الصادرة عن دار الإفتاء المصرية اهتماماً واسعاً، حيث تناولت موضوع الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة، وهو أمر يحمل قيمة كبيرة في حياة المسلم اليومية.

توضح الفتوى أن الدعاء بعد التشهد هو من السنن النبوية، ويعكس عمق العلاقة الروحية بين العبد وربه. جاء في الحديث الشريف أن الصحابة كانوا يدعون في صلاتهم دون أن ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، مما يشير إلى جواز الدعاء بحرية في هذا المقام. من بين النصوص الدالة على ذلك، حديث أبي هريرة، الذي يخبرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع”، فيما يسلط الضوء أيضاً على أهمية الدعاء كوسيلة للتقرب من الله.

### إباحة الدعاء في الصلاة

من جانب آخر، أكد الشيخ أحمد وسام، أحد أمناء الفتوى، أنه لا حرج من الدعاء بعد التشهد الأخير. إنما يُشدد على أهمية الالتزام بالسنة كما وردت عن النبي، الذي قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي”. وهذا يؤكد على الدور المحوري للدعاء ضمن هيكل الصلاة، حيث يُعتبر دعاءً خاصاً يُسمح للمصلي بطرحه بين يدي الله بعد الانتهاء من الصلاة.

### أهمية الدعاء في السجود

فيما يتعلق بمكان وزمان الدعاء، أشار الشيخ محمد عبد السميع إلى أن الدعاء في السجود يُعتبر الأكثر استجابة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد”. هذه العبارة تعكس مدى أهمية السجود كحلقة وصل بين العبد وخالقه، مما يجعل الدعاء في هذه اللحظة أشبه بمناجاة خاصة.

### الصيغة المثلى للدعاء

من المستحب أن يأتي المصلي بالتشهد، يتبعه الصلاة على النبي بالصيغة الإبراهيمية قبل أن ينطلق للدعاء بما يُريد. فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو بشغف بعد التشهد الأخير، وله دعاء مشهور يُعتبر من المستحب قوله في هذا الموضع.

### مقارنات مع الطقوس الروحية الأخرى

من المثير للاهتمام أن دعاء ما بعد التشهد يمكن مقارنته بعادات روحية في ديانات أخرى. فمثلًا، في الطقوس المسيحية، يُعتبر الصلاة في نهاية القداس فرصة للتواصل مع الله، حيث يرفع المصلون أصواتهم بالدعاء والتضرع. وكذلك في الهندوسية، تتضمن الطقوس الخضوع والإيمان في لحظات الصلاة، مما يعكس سعي الإنسان للاتصال الروحي.

يمكن القول إن هذه الظواهر تشترك في هدفها الأساسي، وهو إيجاد نوع من السلام الداخلي والقرب من القوة العليا. فالدعاء بعد التشهد يعتبر، من منظور إسلامي، خطوة نحو تحقيق الطمأنينة الروحية والشعور بأن الخالق يسمع ويجيب.

### دعوة للاستفادة من أوقات الصلاة

مع تقدم الحياة وضغوطاتها، يبقى الدعاء في الصلاة، وخاصة بعد التشهد، فرصة سانحة للهدوء النفسي. إن تُرجمت هذه اللحظات إلى عادات يومية، فقد يسهم ذلك في تخفيف التوتر وتعزيز الرفاهية النفسية. لذا، يُعتبر الترحب بالدعاء في هذه اللحظات بمثابة دعوة للتواصل العميق مع الروح والذات، مما يعزز القيم الروحية والنفسية في المجتمع.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *