أثار الفنان الكبير محيي إسماعيل جدلاً واسعاً بسبب تصريحاته الأخيرة حول تكريم الفنانين في المهرجان القومي للمسرح. حيث عبر عن استيائه من طريقة التكريم التي اعتبرها غير ملائمة لقيمته الفنية وتاريخه الطويل في المجال. وصرح في مقابلة مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر” الذي تُبثه قناة إم بي سي مصر: “لم يعجبني أي شيء في التكريم، ولا بد أن يحصل الفنان على ما يليق به من قيمة وتقدير”.
فارغ من الجوهر
خلال اللقاء، أكد إسماعيل على ضرورة أن يشعر الفنان بأن التكريم يعبّر عن مكانته الحقيقية. حيث أشار إلى أنه يجب أن يتم تقديم جوائز معتبرة، قد تصل إلى جوائز تشبه الأوسكار، بالإضافة الى جوائز مالية. وبحسب قوله: “إذا كان يجب تكريمي، فلا بد أن يعطوني شيئًا ملموسًا له قيمة، وأي مشكلة في الحصول على أموال بجانب الجائزة؟”.
في هذا السياق، أضاف محيي إسماعيل أن المسرح، على الرغم من كونه منصة عظيمة تتيح للفنان التفاعل مع الجمهور، إلا أنه يُعتبر “مُهلكاً” للطاقات. يبرز من هنا السؤال: كيف يُمكن للمهرجانات الفنية استعادة المصداقية والتقدير للجهود والعطاء الطويل للفنانين؟
مقارنة مع جوائز وبروتوكولات عالمية
لا يمكن إغفال الفروق الشاسعة بين التكريمات المحلية ونظيراتها الدولية. في الكثير من المهرجانات العالمية، تُمنح الجوائز وفقاً لمعايير تتجاوز مجرد الشعر والتقدير، حيث تُظهر الجوائز المالية ورموز التقدير مستوى الالتزام بقيمة الفن والفنان. مثالاً على ذلك، تحظى جوائز “الأوسكار” بسمعة عالمية وتحظى بالتقدير الرفيع بسبب عملية الاختيار الصارمة التي تضمن الاعتراف الحقيقي بالمواهب.
في الآونة الأخيرة، قامت دول عديدة بإعادة التفكير في كيفية تكريم فنانيها، متبنية أساليب جديدة تتسم بالشفافية والجدارة. على سبيل المثال، نظمت بعض المهرجانات في الدول الأوروبية تكريمًا فنيًا يتضمن ورش عمل وفرصًا لتطوير المهارات، مما يعكس وعيًا حقيقيًا بأهمية الفن وأثره المجتمعي.
الفنان كعائلة واحدة
لا يخفى على أحد أن الفنانين يشكلون جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي والثقافي في المجتمعات. لذا، فإن العلاقة بين الفنان والجمهور تعتمد على الاحترام المتبادل والتقدير الفعلي. إن استجابة الجمهور لمشاعر الفنانين يمكن أن تكون دافعًا للمهرجانات لإعادة النظر في سياساتها ومنظومتها التكريمية. يمكن القول إن التخطيط لتكريمات تعكس القيم الفنية والإنسانية يمكن أن يُعيد ثقة الفنانين في المنصات التي كانت يوماً ما تكرّمهم.