
تظاهرة غير مألوفة أمام السفارة المصرية في تل أبيب
في صورة غير مألوفة، نظم كيان يُعرف بـ “اتحاد أئمة المساجد في فلسطين” تظاهرة أمام السفارة المصرية في تل أبيب. الهدف المعلن للتظاهرة كان المطالبة بفتح معبر رفح ووقف العدوان على غزة، مع شعارات تندد بالدور المصري في معالجة ملف المعابر. اللافت هو تجاهل المتظاهرين للدور الإسرائيلي في حصار قطاع غزة.
ظهور الكيان الجديد
هذا الكيان، الذي قاد التظاهرة، لم يكن معروفًا في السابق في الأوساط الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية، ولم يُسجّل له أي نشاطات بارزة تذكر. الشيخ نضال أبو شيخة، الذي عُرف بدوره كقائد لهذا الكيان، لم يكن له أي أنشطة دعوية موثّقة في التاريخ القريب.
تساؤلات عديدة أثيرت حول شرعية هذا الكيان وأهدافه. بعض الناشطين اعتبروا أن التحرك يجسد دعاية تستغل القضية الفلسطينية لمصالح سياسية خارجية، خاصة مع توجيه الانتقاد لمصر بدلاً من إسرائيل.
علاقة الكيان بالتنظيمات الإسلامية
د. سعيد عكاشة، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أكد أن “اتحاد أئمة المساجد” ليس كيانًا مستقلاً بل يتبع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وأشار إلى أن هذه الحركات تُستخدم كأدوات من قبل التنظيم للتأثير في المشهد السياسي.
أوضح عكاشة أن غلق معبر رفح هو إدانة لإسرائيل، مما يثير تساؤلات حول تحوّل الاتهام نحو مصر. هذا التصرف اعتبره غير حكيم، حيث أضر بصورة الحركة وأظهرها كجزء من أجندات خارجية.
استغلال الأزمات
تحدث د. محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية، عن عدم استقلالية هذا الكيان، مشيرًا إلى دعمه من أجهزة الأمن الإسرائيلية. اعتبره أداة سياسية تهدف إلى تخريب المشهد الإقليمي تحت غطاء ديني.
تجدر الإشارة إلى أن دعوات هذه التنظيمات تعكس غباءً سياسيًا، حيث لا تمثل الاعتراض الموجه ضد مصر أي جديّة، في ظل غياب التمثيل الدبلوماسي المصري في تل أبيب.
استغلال القضية الفلسطينية
إحدى النقاط الجوهرية التي أشار إليها عبود هي كيفية استغلال جماعة الإخوان للقضية الفلسطينية لمهاجمة مصر، متساءلاً عن أسباب عدم ظهور هذه الأصوات سابقًا. وأكد أن الهدف من هذه التحركات هو تشويه صورة مصر دوليًا، مشيرًا إلى التشابه بين خطاب الجماعة وبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية.
في ظل هذه التعبيرات السياسية، تتجلى صورة معقدة للعبة السياسة الإقليمية، حيث تستمر جماعات معينة في محاولة استغلال الأزمات والصراعات لتحقيق أهداف بعيدة المدى.