
أبرز الشيخ يسري عزام، من علماء وزارة الأوقاف، الأهمية البالغة لمصر في السنة النبوية، مشددًا على توصية النبي محمد –صلى الله عليه وسلم– بأهلها. إذ أشار إلى ما ذكره الرسول في حديثه عن مصر وضرورة الرفق بأهلها.
الرحم والذمة
استند الشيخ عزام إلى حديث نبوي مشهور، يقول فيه الرسول: “إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا”. وأوضح أن “الرحم” ترجع للسيدة هاجر، أم إسماعيل، بينما “الذمة” تعود إلى السيدة مارية القبطية، التي أهداها المقوقس إلى النبي.
هدايا المقوقس
جاء في سرد تاريخي أن النبي أرسل كتبه للأمراء، ومن بينهم المقوقس الذي رحب برسالة الإسلام بشكل خاص. استقباله كان حافلًا، حيث أرسل هدايا، منها مارية وسيرين، بالإضافة إلى عسل من منطقة بنها، المعروفة حاليًا بـ”بنها العسل” وهدايا متنوعة أخرى.
مصر في ذاكرة الأمة الإسلامية
شدد الشيخ يسري على أن ذكر مصر في الكتابات الإسلامية يعد شرفًا عظيمًا لأرضها وشعبها. هذه المكانة التاريخية ستظل محفورة في ذاكرة الأمة الإسلامية، حيث تمثل جزءًا من هوية الإسلام.
مصر ومكانتها العلمية
فتح عزام النقاش حول دور مصر المحوري في مجال التعليم، مؤكدًا أن الأزهر الشريف تاريخيًا كان منارةً لنشر العلوم والفكر الإسلامي في كافة البلدان الناطقة بالعربية وغيرها. فهو يمثل مركزًا علميًا يرحب بالطلاب من جميع أنحاء العالم.
الإمام الشعراوي ومكانة مصر
استشهد الشيخ عزام بكلمات الإمام محمد متولي الشعراوي، التي أعلن فيها أن “مصر هي التي صدرت العلم إلى البلد الذي نزل فيه القرآن”. تعكس هذه الكلمات مكانة مصر العلمية والدينية وضعتها في قلب العالم الإسلامي.
الأزهر: منارة الفكر الإسلامي
يعتبر الأزهر من أبرز المعالم الثقافية والدينية في مصر، حيث يتواجد جامع سيدنا عمرو بن العاص، الذي يسبق الأزهر بمدة القرن تقريبًا. كان هذا الجامع مكانًا تعليميًا يدرس فيه مختلف المذاهب الفقهية.
الأزهر في العصر الحديث
منذ تأسيسه، أصبح الأزهر رمزًا لأهل السنة وعنوانًا للوسطية، وقد جرى إغلاقه لفترة قصيرة على يد صلاح الدين الأيوبي، لكن عودته كانت قوية ليكون مركزًا هامًا لاستقطاب الدارسين من كل أنحاء المعمورة.
مصر في مواجهة التحديات الحالية
في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، تبرز أهمية دور الأزهر كمنارة للسلام والمعتدلين. فهو يروج لقيم التنوع والقبول، في الوقت الذي يواجه فيه المجتمع الكثر من الأيديولوجيات المتطرفة التي تسيء لفهم الدين. النداءات المستمرة للوسطية تدعم فكرة أن الدين يعد أسلوبًا للحياة، مما يعزز دعوات الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.