
أزمة مياه وكهرباء في الجيزة: معاناة مستمرة تحت وطأة الحر
تأثير موجة الحر
تعيش محافظة الجيزة حالة من التوتر بسبب درجات الحرارة التي تجاوزت حاجز الأربعين درجة مئوية، مما فاقم من أزمة إمدادات المياه والكهرباء. وقد شهدت العديد من المناطق، مثل فيصل وساقية مكي، انقطاعاً في الخدمة دام لأيام متتالية، ما جعل الحياة اليومية للمواطنين تتحول إلى تحدٍ حقيقي.
معاناة السكان
يتحدث أحمد سمير، موظف بشركة لأنظمة نقاط البيع، عن التحديات التي واجهتها أسرته بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء. وفقاً له، فإن إعداد الطعام أصبح مهمة صعبة للغاية، حيث تراجعت إمدادات المياه النظيفة بشكل ملحوظ. ويشير إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل كبير حتى وصلت عبوة المياه المعدنية إلى 39 جنيهاً بعد أن كانت تتراوح بين 10 و15 جنيهاً.
واقع مرير
تعمق الأزمة أكثر عندما يتحدث سمير عن عدم قدرة أولاده على الاستحمام لفترة طويلة، مما يجعل الاستعدادات اليومية أكثر صعوبة. وهو الشخص الذي يحاول جاهدًا تأمين جزء من احتياجات مياه أسرته عن طريق الاستفادة من الصنابير المستمدة من المياه الجوفية، رغم مشقة صعوده إلى الطابق الثاني عشر.
أزمة مزمنة
تشير ملاحظاته إلى أن هذه الأزمة ليست جديدة، بل تمثل استمرارية لتراجع الخدمات العامة على مدار السنوات. وذكر أنه منذ بداية الألفينات، كانت فترات انقطاع المياه لا تتجاوز ساعتين يوميًا، بينما أصبحت الآن تصل إلى 18 ساعة في بعض الأحيان. ويعبر سمير عن إحباطه من وعود شركة المياه بإنشاء محطات جديدة، والتي لم تُنفذ.
شكاوى المرافقين
يشارك إسلام، الذي يعمل في أحد الأفران، معاناته في الحر والظلام، قائلاً إن انقطاع الكهرباء يجعل العودة إلى المنزل تجربة صعبة. أما “أبو مكة”، العامل في توصيل الطلبات، فيشير إلى أن انقطاع التيار يجعل الأطعمة في الثلاجة تفقد صلاحيتها، ويعاني أطفالهم من الخوف بسبب darkness.
كلفة باهظة للمياه
محمد، ميكانيكي من منطقة ساقية مكي، يقدم رؤية أخرى للأزمة حيث كان يحتاج لشراء عبوات مياه بمبالغ ضخمة تصل إلى 400 جنيه في يوم واحد. وهو ما ينذر بأزمة اقتصادية إضافية في ظل هذه الظروف.
غياب الحلول
رغم تصريحات المسؤولين عن “ضغط استثنائي” و”خطط طوارئ”، فإن الواقع لا يزال يتسم بالمعاناة الكبيرة لدى سكان المناطق الأكثر كثافة سكانية في الجيزة. فمنطقة فيصل، على سبيل المثال، لا تزال تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية، مما يترك آلاف المواطنين في مواجهة صيف قاسٍ بلا كهرباء أو مياه.