
تقرير ميداني: أزمة المياه والكهرباء في الجيزة تحت وطأة الموجة الحارة
كتب وتصوير: أحمد الخطيب
تعيش محافظة الجيزة أوقاتًا عصيبة، حيث تميزت الأيام القليلة الماضية بموجة حرارة تجاوزت فيها درجات الحرارة الأربعين مئوية، مما أضاف أعباءً إضافية على حياة الأهالي، الذين يعانون من انقطاع مزمن في إمدادات المياه والكهرباء. في بعض المناطق، استمر الانقطاع حتى خمسة أيام متتالية، مما حوّل الحياة اليومية إلى كفاح للحصول على أبسط مقومات العيش.
انقطاع الكهرباء والمياه: معاناة يومية
في منطقة فيصل، التي تُعد واحدة من أكثر المناطق ازدحامًا، يروي أحمد سمير، موظف في شركة أنظمة نقاط البيع، تفاصيل معاناة أسرته نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. يقول سمير: “تواجه زوجتي صعوبات في تحضير الطعام. المياه النظيفة أصبحت نادرة، وعبوات المياه المعدنية تُباع بأسعار خيالية، فقد ارتفع سعر الواحدة من 10 جنيهات إلى 39 جنيهًا”.
تتجلى معاناة الأهالي في تفاصيل حياتهم اليومية، حيث يقول سمير إنه اضطر للذهاب مبكرًا إلى عمله للاستحمام هناك، في ظل عدم القدرة على ذلك في منزله. كما أنه يضطر لجلب المياه من صنبور قريب يعمل بمياه جوفية، محملًا بها صعودًا إلى الطابق الثاني عشر حيث يقطن.
أزمة قديمة تتجدد
تُعتبر هذه الأزمة تجسيدًا لتراجع مستمر في الخدمات العامة على مر السنوات. يسرد سمير أنه استقر في المنطقة منذ البداية الألفينات، حيث كان انقطاع المياه لا يتجاوز ساعتين، بينما أصبح الآن قد يدوم حتى 18 ساعة يوميًا. رغم تواصلهم المتكرر مع شركة المياه ووعدهم بإنشاء محطات جديدة، لم تُنفذ أي من تلك الوعود.
اعتذار رسمي من الحكومة
مع تصاعد الغضب في أوساط الأهالي، قدم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اعتذارًا رسميًا، وأوضح أن السبب في انقطاع الكهرباء هو عطل في كابلات محطة محولات جزيرة الذهب، التي كانت تتعرض لأحمال تفوق قدرتها.
حالات إنسانية قاسية
لم تقتصر المعاناة على انقطاع المياه والكهرباء فقط، بل انتشرت أوجه المعاناة في البلاد. إسلام، شاب يبلغ من العمر 20 عامًا، يعمل في فرن للخبز، يتحدث عن “كابوس” لياليه، حيث يعود إلى منزله بعد يوم طويل في الحر، ليجد نفسه بدون مياه للاستحمام أو كهرباء لتشغيل المروحة.
أما “أبو مكة”، عامل توصيل، فقد فقد الأطعمة المخزنة في ثلاجته بسبب انقطاع التيار، ويضطر لشحن هاتفه من مقاهي لا تعمل إلا بمولدات كهربائية خاصة.
كلفة مائية باهظة
محمد موسى، ميكانيكي، يوضح كيف أن كلفة المياه قد تكون عبئًا غير محتمل. في ذروة الأزمة، اضطر لشراء عبوات مياه بمبلغ يصل إلى 400 جنيه ليوم واحد فقط، لتلبية احتياجات أسرته المكونة من ستة أفراد.
غياب الحلول
وسط الأحاديث الرسمية عن “ضغوط استثنائية” و”خطط طوارئ”، لا يزال سكان مناطق مثل فيصل والهرم والمنيء يواجهون صيفًا ملتهبًا بدون كهرباء أو مياه، مما يثير تساؤلات حول فعالية الحلول المطروحة.