ليلة فرح تتحول إلى مأساة: قتيلان في احتفال زاوية حمور تكشفان واقع العنف وتأثيره على المجتمع

ليلة فرح تتحول إلى مأساة: قتيلان في احتفال زاوية حمور تكشفان واقع العنف وتأثيره على المجتمع

مأساة في زاوية حمور: عندما يتحول الفرح إلى مأتم

عاشت قرية زاوية حمور الواقعة في مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة لحظات من الرعب والصدمة، حيث تحوّل حفل زفاف سعيد إلى مشهد من العنف والدماء. لم يكن أحد من الأهالي يتوقع أن تتحول زغاريد الفرح إلى صرخات من الخوف، وأن تكتب يد الثأر فصلًا جديدًا في قصة مأساوية عكر صفو المناسبة.

غدر وسط الفرح

بعد انتهاء مراسم التهاني في حفل زفاف، تعرض كل من محمد عبد الحميد فضل، البالغ من العمر 52 عامًا، وعامر عبد العليم موسى فضل، البالغ 55 عامًا، إلى هجوم مسلح. فقد توقفت سيارة أمامهما حيث نزل منها شخصان وأطلقا النار عليهما، مما أوقعهما ضحيتين في وسط الحضور المصدوم. هذا الهجوم جاء كصدمة حقيقية لأهالي القرية، حيث كانوا يتوقعون ليلة من الفرح، لكنهم وجدوا أنفسهم في خضم مأساة مفاجئة.

دوافع الجريمة: لعنة الثأر

تشير التحريات الأولية إلى أن دوافع قتل الرجلين تعود إلى خصومة ثأرية قديمة بين عائلتين في المنطقة. بدأت القصة منذ سنوات حين فقدت إحدى العائلتين أحد أبنائها، مما أدى إلى انزلاقهم إلى دوامة من الانتقام. هذه الحادثة تثير التساؤلات حول عواقب النزاعات الثأرية التي تظل تتداول عبر الأجيال، مخلفة ورائها أوجاعًا لا تنتهي.

تحرك أمني سريع

بعد الحادثة، استجابت الأجهزة الأمنية بسرعة، حيث انتقلت إلى موقع الجريمة وفرضت كردونًا أمنيًا. وبمساندة النيابة العامة، تم تفتيش المكان وتنفيذ المعاينة اللازمة للجثث والموقع. من جهة أخرى، أصدرت النيابة أوامر بتفريغ كاميرات المراقبة لتحديد تفاصيل أكثر عن الجناة. وفي هذا الإطار، تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء أحمد السكران، مدير إدارة البحث الجنائي، لتعقب الجناة وكشف ملابسات الحادث.

دائرة الانتقام: من يوقفها؟

في زاوية حمور، لا يزال العديد من السكان يتحدثون عن مشهد العنف وفكرة الانتقام التي تهيمن على المجتمع. تتبادر إلى الأذهان أفكار حول الصغار الذين يولدون في كنف هذه الكراهية، ويكبرون في انتظار دورهم في سلسلة الثأر؛ يتردد صدى الأسئلة: هل من حل لإنهاء هذه الدائرة المفرغة وبث روح السلام في قلوب الناس؟

تحوّل الفرح إلى مأتم في زاوية حمور يسلط الضوء على قضايا أعمق تتعلق بالثأر والعنف المجتمعي، حيث تبقي الأحقاد العائلية رواسبها الثقيلة في نفوس الأجيال، مما يتطلب جهدًا جماعيًا لتحقيق السلام والاستقرار.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *